
البشرة الحساسة هي حالة شائعة تعني أن بشرتك تتفاعل بشكل أكبر من اللازم، وتظهر عليها علامات مثل الاحمرار والحكة. يلاحظ الأشخاص الذين يعانون من البشرة الحساسة بأنها قد تتأثر بعوامل كثيرة، مثل التغيرات المناخية والتعرض للأشعة فوق البنفسجية والتعرض للمنتجات الكيميائية.
من السهل علاج البشرة الحساسة، ويمكن ذلك بالتعاون مع طبيب الأمراض الجلدية الذي سيساعدك في وضع خطة علاجية تتضمن تخفيف الحكة والألم، وعلاج سبب الحساسية، ووضع خطة لحماية بشرتك من المهيجات في المستقبل.
علامات البشرة الحساسة
تأتي علامات البشرة الحساسة من تدهور حاجز الحماية الخاص بالجلد. ويمكن أن يتسبب ذلك من البيئة، والجفاف، أو حالةٍ مرضيةٍ مرتبطة. تشمل العلامات:
- • بقع خشنة وجافة
- • نسيجٌ خشنٌ مجعّد
- • احمرار
- • تورّم
- • تقشّر الجلد
- • تقرحات مفتوحة أو قشور صفراء فوق الجلد
يمكن للجلد الحساس أن يتسبب في علامات وأعراض موضوعية وذاتية. العلامات الموضوعية تشير إلى التغييرات الجسدية التي يمكن لمقدم الرعاية الصحية ملاحظتها، مثل الاحمرار والتورم والقرح، وتشير إلى تدهور حاجز الحماية الخاص بالجلد.
والأعراض الذاتية تشير إلى المشاعر التي يمكن أن يتسبب فيها الجلد الحساس، مثل الحكة والحرقة والألم، وهي مشاعر حقيقية لا يمكن إلا للفرد المصاب أن يشعر بها أو يلاحظها.
أحيانا لا تظهر بعض الأعراض على أصحاب البشرة الحساسة
قد يكون من المحبط شعورك بالحساسية في الجلد دون وجود أي علامات واضحة. ومن الممكن أن يصعب على الآخرين فهم مدى عدم الارتياح الذي تشعر به بسبب حالتك، ويمكن أن يواجه مقدم الرعاية الصحية صعوبة في تحديد السبب. لذلك، عند زيارة الطبيب، قد يكون من الأفضل كتابة قائمة بالأعراض التي تشعر بها بنفسك. وهذا سوف يعطي طبيب الأمراض الجلدية فكرة واضحة عن حالتك ويساعدك في الحصول على التشخيص الصحيح، وسيخفف الضغط عنك من محاولة تذكر كل الأعراض خلال موعد الكشف القصير.
الأسباب
هل تساءلت يومًا عن سبب آلام بشرتك؟ التهاب الجلد الاتصالي قد يكون السبب الخفي وراء هذه المشكلة. يحدث هذا الالتهاب بسبب تعرض بشرتك لمهيج، مثل العطور القوية في مسحوق الغسيل، ويسبب أضرارًا طفيفة على السطح. ففي الاستجابة لهذا الخطر المدرك، يقوم جسمك بحماية نفسه برد فعل مناعي. يتشابه هذا الالتهاب مع رد فعل الحساسية في الجلد، ويعتبر نوعًا شائعًا من الإكزيما.
الحساسية
تُعَد الحساسية الجلدية أمرًا مزعجًا، ويمكن أن يكون التهاب الجلد أحد أسبابها.فعندما يتعرض جلدك لمادة مسببة للحساسية، يعمل جسمك على إطلاق خلايا T لمحاربة هذا التهديد، مما يؤدي إلى الاحمرار والحكة، ما يجعلك تشعر بالتوتر وعدم الراحة.
الوردية
الوردية هي حالة جلدية تسبب احمرارًا وتورّمًا في الوجه والرقبة، ويمكن أن تبدأ بتحمّر الخدين وتنتشر أحيانًا إلى الأذنين. لا يوجد لدى مقدّمي الرعاية الصحية إجابة حول ما يسبب حُمّى الوردية، لكنهم يعرفون أن الأشخاص الذين لديهم بشرة فاتحة اللون ولديهم تاريخ عائلي يكونون الأكثر خطرا بالإصابة بها.
حب الشباب
إذا كنت قد تجاوزت سن المراهقة دون إصابتك بحب الشباب، فقد حالفك الحظ فعلا.
حب الشباب هو حالة جلدية تسبب ظهور بثور على الجلد، وهو السبب الأكثر شيوعًا لرؤية طبيب الأمراض الجلدية. هناك الكثير من الأقوال والأساطير حول أسبابه، إلّا أن الحقيقة تكمُنُ في انسداد مسام الجلد الذي يؤدي إلى نشوء تلك البثور المزعجة.
البشرة الجافة
يُمكن أن يتسبب الهواء الجاف خلال فصل الشتاء في حدوث حساسية الجلد، وفقًا للأكاديمية الأمريكية لأمراض الجلد. ويتسبب جفاف الجلد الشديد في ضعف صحة البشرة وزيادة عرضتها للاصابة بحالات جلدية متنوعة بسبب الحكة والتهيج.
أسباب أخرى
يمكن أن يكون هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بحساسية الجلد، وتتفاوت هذه الأسباب بين العوامل العمرية والطقس والبيئة المحيطة. فعلى سبيل المثال، مع تقدم العمر، يفقد الجلد الرطوبة ويمكن أن يصبح جافًا ومتشققًا، وهذا يجعل الشخص عرضة للإصابة بحساسية الجلد. وتسبب بعض الأدوية، وخاصة تلك التي تستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم، الجفاف وعلى نحو مماثل، يجعل الجلد جافًا ومتهيجًا. كما يمكن أن تؤثر التغيرات الهرمونية، مثل تلك التي تحدث خلال الدورة الشهرية، على الجلد. وإذا تم تلقي العلاج الكيميائي لمرض السرطان، فقد يلاحظ الشخص ظهور بقع من الجلد الجاف والحاك، وهي آثار جانبية للعلاج. وبالإضافة إلى ذلك، فإن التدخين يسرع من عملية شيخوخة الجلد ويؤدي إلى ظهور التجاعيد المبكرة والتهيج. ويمكن أن تسهم العوامل البيئية مثل التلوث وبعض المستحضرات التجميلية أيضًا في زيادة خطر الإصابة بحساسية الجلد.
احصائيات
تفيد الدراسات العالمية أنّ نسبة 50% إلى 61% من الإناث و 30% إلى 44% من الذكور يُعانون من الحساسية الجلدية، وتشير بعض النظريات إلى أن هذا الاختلاف بين الجنسين يُمكن تفسيره بفارق سُمك الجلد. بالإضافة إلى ذلك، فقد يزيد النساء من احتمالية جفاف الجلد وظهور الجلد الجاف بسبب تغيرات هرمونية، لكن هذه النظريات تحتاج إلى مزيد من البحث والدراسة.
الحالات الخطيرة
معظم حالات الحساسية في الجلد يمكن علاجها بسهولة، ولكن من المهم أن نتذكر أن التهيج في الجلد يمكن أن يكون علامة على شيء أكثر خطورة. فالأمراض التي تؤثر على الجلد أو الدم يمكن أن تظهر أحيانًا على شكل حساسية في الجلد. إذا كانت لديك أي مخاوف بشأن بقعة جديدة من الحساسية في الجلد، فتواصل مع طبيب الأمراض الجلدية الخاص بك على الفور.
ومن بين الحالات التي قد تسبب الحساسية في الجلد:
- سرطان الجلد
- سرطان اللمفاويات الهودجكن
- مرض الكلى
- مرض الكبد
- الحزام الناري
- التصلب المتعدد
- فيروس نقص المناعة البشرية وغيرها من الحالات المناعية الذاتية.
التشخيص المناسب
يستطيع الطبيب العام أو طبيب الأمراض الجلدية تشخيص جلدك الحساس من خلال النظر إليه، ويمكنك أيضًا تحديد موعد للكشف عن بُعد من خلال دردشة فيديو. كما سيطرح عليك العديد من الأسئلة لفهم الأسباب الكامنة وراء حساسية جلدك.
العلاج
تتوفر مجموعة واسعة من الخيارات لعلاج البشرة الحساسة، سواء في المنزل أو عند طبيب الأمراض الجلدية. غالبا ما يتكون علاج البشرة الحساسة عادة من ثلاثة مكونات أساسية، حيث يهدف المكوِّن الأول الى تخفيف الأعراض مثل الحكة أو الحرقة، من أجل السيطرة على هذه الأعراض. وبعد ذلك، يتم التركيز على علاج السبب الكامن وراء البشرة الحساسة، ويتم ذلك عن طريق طبيب الأمراض الجلدية. وأخيرًا، يتم العمل على محاولة منع حدوث هذه الأسباب المؤدية الى البشرة الحساسة في المستقبل.
بعض العلاجات المنزلية الموصى بها
العثور على مرطب جيد
عند علاج البشرة الحساسة في المنزل، يتم البحث عادة عن مرطب جيد لتوفير بعض الإغاثة المؤقتة. يمكن للمرطب الذي يتميز بالجودة العالية والخالي من العطور تهدئة البشرة الجافة والحد من الحكة. غالبًا ما تكون الكريمات الكثيفة أفضل وتدوم لفترة أطول من اللوشن. يتم وضع المرطب الخاص بك طوال اليوم وفي كل مرة تجفف فيها بشرتك بعد الاستحمام أو غسل يديك.
استعمال الشوفان
يمكن أن تكون بعض العلاجات القديمة هي الأفضل في علاج البشرة الحساسة. يمكن أن تنصحك جدتك بالاستحمام بالشوفان لأنه يعتبر السر الخفي لتهدئة البشرة الحساسة، وهو ما تؤكده الأبحاث. وفقًا لدراسة عُقِدَت في عام 2016، فإن اللوشنات التي تحتوي على شوفان الكولويدال تحسّن بشكل سريري جفاف الجلد والتهيج. يمكن لاستخدام لوشن الشوفان حماية حاجز البشرة، مما يجعلها أقل عرضة للتفاعل مع المهيجات البيئية مثل العطور أو الأصباغ في الملابس. بالإضافة إلى تجربة بعض العلاجات المنزلية، فقد يكون من المفيد التخطيط لحماية بشرتك يوميًا.
فكِّر في أجزاء يومك التي قد تسبب التهيج. ربما تكون ممرضًا وتحتاج إلى غسل يديك بشكل متكرر. قد يساعد حمل كريم جيد لليدين في جيبك في العمل على تذكر ترطيب يديك طوال فترة عملك. إذا كنت تعمل خارج المنزل، فعليك وضع خطة لكيفية حماية بشرتك من الشمس الحارقة أو درجات الحرارة الباردة والجافة.
التقليل من مدة الاستحمام بالماء الساخن
- تأكد من تقليل مدة الاستحمام بالماء الساخن إلى خمس دقائق فقط، حيث يمكن أن يزيد الماء الساخن من تهيج البشرة الحساسة.
- عندما تمسح بشرتك بالمنشفة، اضغط بلطف على البشرة لتجفيفها بدلاً من فركها.
- يجب عليك دائمًا استخدام واقي الشمس في أي وقت تقضيه في الهواء الطلق، حتى في فصل الشتاء.
- إذا كنت تعاني من تهيج بسبب بعض الأقمشة التي تفرك على بشرتك، فاختر ملابس فضفاضة.
ماهو الوقت الضروري لاستشارة الطبيب أو المختص في الأمراض الجلدية
عندما لا توفر العلاجات المنزلية الإغاثة المطلوبة، يجب عليك التحدث مع مقدم الرعاية الصحية الخاص بك. يمكن لطبيب الأمراض الجلدية مساعدتك في تحديد سبب تهيج بشرتك الحساسة، مثل مرض الكلى. سيعرف ما هي الأسئلة التي يجب طرحها وما هي الاختبارات التي يجب إجراؤها لمتابعة حالتك، إذا لم تساعدك الكريمات في التخفيف من شدة الحستسية، فقد يقوم مقدم الرعاية الصحية الخاص بك بوصف بعض الستيرويدات الموضعية لفترة قصيرة من الوقت. تأتي هذه المستحضرات عادة في شكل كريم أو مرهم ويمكن استخدامها بحذر. إذا كنت تستخدم مستحضرات التجميل، فقد يوصي طبيب الأمراض الجلدية بوقف جميع مستحضرات التجميل لمدة معينة، ثم إضافة منتج واحد في كل مرة. مما سيعطيك هذا فكرة أوضح إذا كان أي من المنتجات الخاصة بك قد ساهم في تهيج بشرتك.
كما يمكن استخدام مضادات الأكسدة وكريم البروبيوتيك لتحسين حالة بشرتك واستعادة حاجز البشرة الواقي، مما يساعد على الشفاء والحماية من المهيجات المحتملة.
المضاعفات
يجب البحث عن العلاج اللازم لتجنب تفاقم حالة الجلد الحساس، حسب توصية الأكاديمية الأمريكية لطب الجلدية. في حالة جفاف الجلد أو التهيج، يجب تجنب فركه أو خدشه حتى لا يتفاقم الأمر. الخدش المطول يمكن أن يجعل الحكة دائمة ويؤدي إلى الإصابة بعدوى الجلد. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يتلف الجلد المتضرر بشكل دائم. إذا شعرت بأي إزعاج بشأن جلدك الحساس، يجب عليك طلب توصيات من مقدم الرعاية الصحية.
كلمة أخيرة
إذا كنت تعانين من حساسية الجلد أو البشرة الحساسة، فأنت تعرفين لا محالة مدى الإحباط الذي يمكن أن تسببه لك. ولحسن الحظ، هناك حلول لمعظم الأسباب، فمن المفيد أن تتذكري أن المرطبات عالية الجودة وزيارة الطبيب المختص عادة ما تكونان كافيتين للعثور على الإغاثة اللازمة، وضعي في حسبانك أيضًا وضع خطة وقائية ضد أي أنشطة أو عوامل بيئية ستجعل بشرتك أكثر حساسية.